خداع الذات
يُعد خداع الذات (Self-Deception) من المفاهيم الأساسية في علم النفس، ويُشير إلى العملية التي يقوم فيها الفرد بتبني أفكار أو معتقدات غير واقعية أو غير دقيقة، مع علمه – في مستوى ما – بأنها غير صحيحة، وذلك بهدف حماية نفسه من الألم النفسي أوالصراع الداخلي.![]() |
خداع الذات :كيف تواجه الحقيقة لتتقبل نفسك وتصنع حياة افضل |
في هذا الكتاب سوف يوضح لنا المعالج النفسي "جون فردريكسون" ماهى الاساليب التي نستخدمها لخداع انفسنا،وكيف نقوم بتحرير انفسنا من الوهم الذي نعيش فيه، ومن خلال مجموعة من الامثلة والحكايات، سيوضح لنا المعالج النفسي "جون فردريكسون" ان السبب الحقيقي لمعاناتنا ليس هو السبب الظاهري، لذلك يُعد هذا الكتاب دليل ومنارة لنحيا حياة افضل عن طريق التوقف عن خداع انفسنا.
آليات خداع الذات:
وفقًا للنظرية النفسية، فإن خداع الذات يُمكن أن يظهر من خلال عدة آليات دفاعية، من أبرزها:- الإنكار (Denial): تجاهل الحقائق المؤلمة أو رفض الاعتراف بها.
- الإسقاط (Projection): نسب صفات أو نوايا غير مرغوبة إلى الآخرين.
- التبرير (Rationalization): إيجاد مبررات عقلانية لسلوكيات نابعة من دوافع لا شعورية.
تأثيرات خداع الذات على الفرد:
- على المدى القصير، قد يخفف خداع الذات من القلق أو الألم النفسي.
- أما على المدى الطويل، فقد يؤدي إلى تعطيل النمو الشخصي، وإدامة أنماط سلوكية سلبية، وإضعاف القدرة على اتخاذ قرارات دقيقة وموضوعية.
- التأمل الذاتي،
- المراجعة النقدية للسلوكيات،
- الانفتاح على التغذية الراجعة من الآخرين.
التبرير النفسي للسلوكيات (Rationalization)
يُعد التبرير النفسي أحد أبرز آليات الدفاع اللاشعورية التي يستخدمها الإنسان لتخفيف التوتر النفسي الناتج عن سلوك لا يتسق مع القيم أو التوقعات الشخصية.تعريفه:
التبرير هو عملية عقلية يُعيد فيها الفرد تفسير دوافعه أو سلوكياته بطريقة تجعلها مقبولة أو منطقية، رغم أن الدوافع الحقيقية قد تكون مختلفة تمامًا.يحدث ذلك غالبًا دون وعي كامل، ويهدف إلى تقليل الشعور بالذنب أو القلق أو الإحراج.أمثلة شائعة:
- شخص لم يُذاكر للامتحان ويُبرر رسوبه بأن “الأسئلة كانت تعجيزية”.
- فرد يُهمل صحته، ويقول: “الحياة قصيرة وما في داعي أعيشها بالحرمان”.
- موظف يتأخر عن العمل باستمرار ويقول: “البيئة ما بتشجع على الانضباط أصلاً”.
التبريرمن منظور نفسي:
يرتبط التبرير عادةً بظاهرة التنافر المعرفي (Cognitive Dissonance)، حيث يسعى الفرد إلى تقليل التوتر الناتج عن التناقض بين السلوك والاعتقاد. فيقوم بتعديل تفسيره للواقع بدلاً من تعديل السلوك نفسه.آثاره:
- قصيرة المدى: يخفف التوتر ويمنح شعورًا زائفًا بالراحة النفسية.
- طويلة المدى: قد يؤدي إلى ضعف في تحمل المسؤولية، واستمرار في أنماط سلبية، وتراجع في النضج العاطفي والمعرفي.
المعالجة:
الوعي بالتبرير هو الخطوة الأولى. ويُساعد في تجاوزه:- التأمل في الدوافع الحقيقية للسلوك،
- تقبُّل الشعور بالذنب الصحي كدافع للتغيير،
- والانفتاح على النقد البنّاء.
أكاذيب نخبرها لأنفسنا لتجنب التغيير
في كثير من الأحيان، لا يكون التغيير مستحيلاً بقدر ما يكون مخيفًا أو مزعجًا، فيلجأ الإنسان إلى خلق “روايات مريحة” تحميه من خوض تجربة التغيير. هذه الروايات، أو “الأكاذيب النفسية”، لا تُقال للآخرين بقدر ما تُقال للذات، وغالبًا ما تعمل بشكل لاشعوري. ومن أبرزها:1. “هذا طبعي وما بقدر أغيره”
- تحمي هذه الجملة الشخص من مواجهة مسؤولية تطوير الذات، وتُغلف الجمود بعباءة الهوية.
- تُستخدم لتبرير عدم المحاولة، رغم أن التغيير غالبًا يبدأ في ظروف غير مثالية.
- شكل من أشكال اليأس المُتعلَّم (Learned Helplessness)، ويُضعف دافعية الفرد للمبادرة.
- مقارنة هابطة لتبرير بقاء الشخص في منطقة الراحة الأخلاقية أو السلوكية.
- التبرير (Rationalization)
- الإنكار (Denial)
- التحيّز التأكيدي (Confirmation Bias): حيث يبحث الفرد فقط عن المعلومات التي تدعم موقفه القائم.
الفائدة:
الراحة المؤقتة، لكن على حساب النمو، والوضوح الداخلي، والتحرر من الأنماط السلبية.الوعي بهذه “الأكاذيب الذاتية” هو بداية طريق التغيير الحقيقي.لأن ما لا نراه، لا يمكننا تغييره.
لتحميل الكتاب اضغط هنا