recent
أخبار ساخنة

مراجعة ونقد كتاب- ليطمئن عقلي- المشروع الوطني للقراءة

مراجعة ونقد كتاب ليطمئن عقلي

مرحبا بكم عشاق القراءة في موقع الفوائد، سنحاول في هذا المقال ان نصل معا الى فوائد كتاب ليطمئن عقلي للمشاركين في المشروع الوطني للقراءة ، ترددت كثيرا قبل ان أقوم بنشر مراجعة ونقد كتاب ليطمئن عقلي، ولكن شعوري بالمسؤولية وشغفي لمشاركتي آرائكم وتشجيعا مني للمشتركين في المشروع الوطني للقراءة ومحبي القراءة بصفة عامة قررت ان اطرح هذه المراجعة بين يديكم ،فدعونا نستعرض نقد ومراجعة سريعة لكتاب ليطمئن عقلي (الا تعلو على واتوني قارئين) للكاتب احمد خيري العمري.


نقد كتاب ليطمئن عقلي
نقد كتاب ليطمئن عقلي

عن المؤلف

أحمد خيري العمري كاتب عراقي مسلم تزيد مؤلفاته عن 13 كتابا، عرف بمنحاه التجديدي والفكري في كتاباته، وإليكم ملخص ونقد سريع لمحتوى الكتاب  الذي يقع في 650 صفحة ولما يدور حوله الكاتب احمد خيري العُمري ،وتوضيح مواطن القوة والضعف في الكتاب  وذلك من خلال وجهة نظر شخصية قد تتفق معها او تختلف.

عن الكتاب

كتاب ليطمئن عقلى موجه للملحدين وغير الملحدين الذين يترنحوا بين الايمان والالحاد ، وهو موجه اكثر للشباب  يستعرض فيه المؤلف احمد خيري العمري قضية الالحاد من اين جاءت وما هي الموضوعات التي يتسرب اليها الملحدون ليشككوا في الدين الإسلامي محاولين ان يستقطبوا الشباب اليهم.

ومن خلال طرحه لهذه الموضوعات الشائكة يقوم وبشكل يخاطب فيه العقل بمحاولة الرد على هذه الشبهات التي يتحدث عنها الملحدون من خلال طرح امثلة كثيرة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بهدف انقاذ الشباب من الوقوع في فخ هؤلاء الملحدين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه منهم.

وبعد قراءتي لكتاب ليطمئن عقلى للكاتب العراقي احمد خيري العمري سأستعرض معكم مواطن الضعف والقوة في هذا الكتاب وسأبدأ معكم بمواطن القوة او النقد الإيجابي.

نقد إيجابي

 ابتدأ الكاتب كتابه هذا ببراعة منقطعة النظير، حيث قَعَّد أنماط تفكير عند الملاحدة، مما جعل هنالك أرضية مشتركة بين من يريد محاورات الملاحدة، ولا ربما يصدق على هذه البداية ما قاله البلاغيون براعة افتتاح، يتمتع الكاتب بلغة بسيطة لطالما كرر مفردات ببساطة عند الجواب على شبهة أثارها الملاحدة، لغته جذابة، سلسة، بسيطة، مقنعة، مفعمة استحق على هذه الأنامل الذهبية جائزة من دار الفكر لعام 2010.

يناقش هذا الكتاب أفكارا عديدة، منها أسباب الإلحاد، وملف وجود الله عز وجل، وملف وجود الإنسان، ونظرية دارون، وملف نشأة الكون، ونظرية الأكوان المتعددة، ثم ناقش بعد ذلك كيف أن الله عز وجل يقبل بالشر في هذا الكون، وهو رحمن رحيم ، ثم ناقش بعد ذلك فكرة الدين الإسلامي أنه دين عنف ودين قتل، ودين سفك للدماء،.

ثم ناقش بعد ذلك ملف الحريات، وإنني لا أزعم أن أشد ما برع به الكاتب في كتابه هذا هو هذا الملف، حيث استطاع بحرفية عالية وبتقنية ماهرة أن يرد بسلاسة وإجادة وإفادة في قضية سن الزواج من السيد عائشة رضي الله عنها ،كل هذه الملفات تنبؤ القارئ على أنه لا يُرمي إلا مثمر الشجر.

نقد سلبي

لقد كان أحمد خيري العمري واسع الثقافة، كثيف المعرفة، كثير الاطلاع، لكنه أبى إلا أن يصدق عليه قول الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ، فلقد كان الكاتب كثيرا ما يرفض الأحاديث الصحاح الواردة بالأسانيد النظيفة المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى أنها من الإسرائيليات.

 كحديث خلق أدم عليه السلام، وكقصة انشقاق القمر في الحديث، وكقصة موسى عليه السلام مع ملك الموت ،كل هذا ينكره أحمد خيري العمري، والغريب  أنه لا طالما نادى بالتخصصية، والعجيب أنه لم يفعل هنا ذلك، وكثيرا ما كان يتأول الآيات بنحو أشعرى العقيدة، ثم إن الكاتب كان كثيرا ما يفهم على نحو خاطئ لأحاديث نبوية، وآيات قرآنية، ونصوص فقهية.


والآن أبيّن الذي ذكرته  لكم على سبيل المثال وليس الحصر، أما الفهم الخاطئ لآيات قرآنية، وهي كثير فبنحو قول الله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام( رب أرني كيف تُحيي الموتى)، فقال أحمد خيري العمري أن إبراهيم عليه السلام احتاج إلى أن يطمئن ،ما يدل على أن الاطمئنان يعقبه الشك.

 وهذا لا يقول به أحد من العالمين، حيث ان إبراهيم عليه السلام لم يشك البتة، إنما سأل عن الكيفية، والسؤال عن الكيفية، معلوم عند طلبة اللغة العربية أنه لا يدل على الإنكار، فانت تقول لي كيف جئت إلى هنا؟ أقول لك بالسيارة أو بالقطار أو غيرها من سبل المواصلات.
فسؤالك كيف جئت إلى هنا لا يدل على إنكارك للمجيء هنا ،فلما سأل إبراهيم عليه السلام ربه كيف تحيي الموتى؟ أراد أن يعرف الهيئة، والحال التي يحي الله عز وجل بها الموتى.

أما فهمه الخاطئ لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كفهمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، فجعل الأول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، مخصصا بالعرف، أي أن أعراف زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة كانوا كالبنيان المرصوص، وكانوا كالجسد الواحد، فلا بد لكل واحد منهم أن ينكر المنكر، وأن يأمر بالمعروف.

فجعل الحديث مخصصا للحديث الثاني، فمن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، فلا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر إلا لمن كان قريبا منه، أو عزيزا على قلبه، وهذا لا يستقيم أبدا، بدليل قول الله عز وجل ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر إلى آخر الآية).

فالله عز وجل وصف هذه الأمة جمعاء لم يصف زمن النبي صلى الله عليه وسلم ،إنما وصف هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد أن يكون بحكمة بالغة وبتقنية عالية، فتخولوا الحكمة، يعني اجعلوا الحكمة في الموطن الصحيح وفي المكان والزمان المناسب.


أما فهمه الخاطئ لأقوال الفقهاء، فلقد قال في صفحة 470 أن كثيرا من الفقهاء يجيزون إخفاء الزواج الثاني عن الزوجة الأولى، وهذا لم يقول به الفقهاء، ثم إن الكاتب في الحاشية، وهذا هذا العجيب أنه استدل بقول الفقهاء في  موقع إسلام ويب أنهم يقولون أن الفقهاء لا يجيزون اشتراك موافقة الزوجة، فالموافقة لا تدل على الإخفاء.

الخاتمة

ختاما عتابي على الكاتب أنه قد حمل وزرا زيادة على المسلمين وعلى علماء المسلمين و فقهائها، فكثيرا ما كان يقول ولقد فشل الإسلاميون، ولقد فشل المسلمون، ولقد ... ولقد... هذا الذي قد قاله الكاتب أنا لا أتفق معه بالكلية إنما أتفق معه في جزئية منها أن هنالك بعض الأخطاء التي وقعت لا شك نأن هنالك فتاوى خاطئة.

 لكن لا يُحمل وزر الإلحاد. في المجمل على الفقهاء، وبالنهاية أقول لكم أنني قد قيمت هذا الكتاب 3.5 من خمسة راجيا من الله أن تعطوني آرائكم عن هذا الكتاب، وكم قيمتم هذا الكتاب؟ وهل أنتم متحمسون لقراءة هذا الكتاب؟ وللاطلاع على مراجعات ونقد كتب أخرى على المدونة اضغط هنا.
google-playkhamsatmostaqltradent