طرق تدوين فوائد الكتب
احبائي عشاق القراءة ومتابعين موقع الفوائد سوف أتحدث في موضوع اليوم عن طرق تدوين فوائد الكتب ميزات وعيوب كل طريقة وطرق تدوين الكتب الإلكترونية وعن تجربتي الشخصية مع التدوين والطريقة اللي استقريت عليها لماذا اخترتها وكيف استعملها وهل نحتاج أصلًا للتدوين أم لا؟
 |
| طرق تدوين فوائد الكتب |
كل الكتب التي قرأتها والتي تقرأها الآن والتي ستقرأها ستنساها.. قد تكون هذه المعلومة محبطة قليلًا ولكني سأطمئنك أن نسيانك الشيء ما يعني تمامًا إنها انمحت عنك وما صار لها أي وجود ولكنها انتقلت من حيز الذاكرة إلى حيز الوعي، بمعنى أنت لا تستطيع أن تستحضر معلومة ما قرأتها أو فكرة ما ولكنها موجودة في فكرك وفي وعيك وفي قراراتك .
كل كتاب قرأته قد أثر في قراراتك بشكل أو بآخر وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الكتب التي نقرأها بل على كل ما نتلقاه. كل كلمة سمعتها فيلم شاهدته موقف خضته هو موجود فيك ومؤثر في أفكارك، واختياراتك، وسلوكك.
لماذا ندوّن؟
هناك أسباب عديدة للتدوين حسب حاجة كل قارئ فأحيانا نحتاج إلى أن نبقي ما قرأناه في حيز الذاكرة يمكننا العودة إليه متى شئنا فعلى سبيل المثال قبل أيام وقعت على مشهد لمستر بين وهو يكتب رسائل لنفسه ثم يخرج من منزله ويضعها في مكان البريد وعندما يدخل يتظاهر بأنه متفاجئ لوجودها.
فمباشرة ذكرني بأني سبق وقرأت في "كتاب الفلاسفة والحب" عن فيلسوف كان يكتب الرسائل لنفسه، الكتاب يقع في 250 صفحة لو أردت البحث عن قصة هذا الفيلسوف لأخذ مني وقت طويل لكني وصلت لموقع القصة في أقل من دقيقة والسبب إني كنت قد دونت مكان هذه القصة .
أحيانًا أرغب في إعادة قراءة كتاب ما لكني لا أحتاج منه سوى إلى خلاصته أو أفكاره الرئيسية فأرجع فقط للفوائد اللي دونتها، و بالنسبة لي التدوين يساعدني أيضًا في مراجعات الكتب لما أنتهي من قراءة كتاب ما وأرغب في استحضار أفكاره الرئيسية التي سوف أتحدث عنها أرجع للمواضع اللي دونتها في الكتاب.
على سبيل المثال حاليًا أقرأ كتاب الحداثة السائلة ل "زيجمونت باومان" وبإذن الله ستجدون مراجعة له على موقع الفوائد ، فأثناء قرائتي أحدد الأفكار الرئيسية في الكتاب حتى أعود لها عندما أنتهي منه وأستحضرها حتى أقدم مراجعة الكتاب وبالتالي فالتدوين جيد لمن يرغب في العودة إلى الكتب التي قرأها إلى الاحتفاظ بفوائدها أو أفكارها وقت طويل.
ولا تجعلوا التدوين عائق يقف في طريقكم فقيمة الكتب الحقيقية هي في وجودها المتشكل في وعينا وأفكارنا لا في حيز ذاكرتنا وهذا الذي يجعلنا مختلفين عن الأجهزة الالكترونية اللي تستطيع أن تحتفظ ببلايين الكتب لكن الكتب التي تحتفظ بها هذه الأجهزة لن تجعل منها أكثر أخلاقية.
لن يصبح الجهاز رؤوفًا بالمساكين لأنه يحتفظ في ذاكرته برواية المعطف ل "غوغول" بينما تقرأها أنت فتتأثر وقد تبكي وتظل صورة معطف "أكاكافيتش" حاضرة في ذهنك أمام كل مسكين، فوجود المعلومة وحده لا قيمة له بقدر ما تثمر هذه المعلومة والفكرة في وعيك، وتفكيرك، وسلوكك.
وهناك من القراء من يحب أن يقرأ لغرض المتعة فهو كما أنه قد يشاهد فيلمًا أو مباراة ولا يدوّنها كل ما يريده هو الاستمتاع بلحظة التلقي هذه يمكن أن يكون حال القراءة شبيهًا بذلك وحتى طرق التدوين لا توجد طريقة أفضل فماهو أفضل بالنسبة لك قد لا يكون أفضل بالنسبة لي فهذا يعتمد على ماذا تريد أنت من التدوين.
ولذلك أنا هنا سأستعرض الطرق اللي جربتها ومزاياها وعيوبها من وجهة نظري لتساعدك ربما في اختيار طريقتك إذا احتجت للتدوين وإذا ما حدث و كانت إحدى هذه الطرق غير مناسبة لك اتركها، وأكرر لا تجعل التدوين عائقًا بينك وبين القراءة، ومن طرق تدوين فوائد الكتب اللي جربتها مايلي.
تخصيص دفتر معين أو نوتس
إذا بدأت في قراءة كتاب ما كتبت عنوان الكتاب في أعلى الصفحة ودونت الفوائد وتستطيع تقسيم ذلك حسب الفوائد يعني يمكن إنك تخصص صفحة للاقتباسات ،للقصص ، للفوائد ، للأسئلة والإشكالات فيحوي الدفتر أو النوتس في النهاية على فوائد عدة كتب 5 صفحات فوائد الكتاب الفلاني 7 صفحات للرواية الأخرى وهكذا.
ميزة هذه الطريقة إنك تستطيع ان تسترسل في الفوائد وتدون قدر ما تشاء فليس هناك حدود لعدد الصفحات وإذا خلص الدفتر تنتقل لدفتر آخر، وعيوبها إن الدفتر قد يضيع ثم تضيع معها كل الفوائد، وأيضًا ستكثر عليك في النهاية عدد الدفاتر لو قرأت كتب كثيرة ثم لا تدري فوائد هذا الكتاب في أي دفتر.
وهذا حصل معي في دفاتر كثيرة ضاعت بينها ، وفيها مشكلة أخرى أيضًا إنك سوف تضطر تنقطع عن الكتاب وتذهب للدفتر تكتب ثم تعود للكتاب ثم ترجع للدفتر ونتيجة ذللك ستأخذ قراءتك مدة أطول من المعتاد.
أوراق A4
وهي ان تكتب الفوائد في أوراق A4 ولما تنتهي منها تجعل الأوراق في داخل الكتاب وهذا سوف يحل مشكلة مكان الفوائد، بمعنى ان أي كتاب ستجد في داخله أوراق الفوائد لكن أيضا قد تضيع هذه الأوراق، وهذا حدث معي كثيرًا حتى صارت عندي كومة أوراق ضائعة ومتفرّقة، لكن يمكن حل هذه المشكلة بتدبيس هذه الأوراق في أول الكتاب أو على غلاف الكتاب.
ملف Word
هناك طريقة أكثر فعالية من الطريقتين السابقتين أو هي تأتي بعدها وأعرف بعض الأصدقاء يطبقون هذه الطريقة وهي إنهم ينقلون هذه الفوائد بعد ذلك إلى أجهزتهم فيكتبونها في ملف Word ويجمعون هذه الملفات في مجلد واحد مصنفة حسب الكتاب ، وهذه الطريقة جيدة لأنك أولًا ستضمن إنها لن تضيع.
خصوصًا إنك تستطيع ان تحفظ منها نسخ احتياطية، لكن بالنسبة لي الميزة الأكبر لهذه الطريقة هي سهولة العودة للفوائد ، يعني لو بعد فترة رغبت في تجميع كل الفوائد المتعلقة بالحب مثلًا ستكتب في البحث كلمة حب فتخرج لك كل الفوائد اللي ظهرت فيها كلمة حب وكثير من الباحثين يعتمد هذه الطريقة.
وهي أقوى طريقة في سهولة وسرعة العودة وأتمنى شخصيًا لو كنت أستطيع تطبيقها لكن بالنسبة لي ما استطعت بسبب إنها تأخذ وقت يعني كتابتها في الأوراق أولًا ثم نقلها للجهاز تستغرق وقت ، وأظن هو عيب هذه الطريقة الوحيد لذلك أنا شخصيًا ما طبقتها لكن ممكن آخرين يستطيعون ذلك.
في أول الكتاب أو آخره
طريقة أخرى في التدوين وهذه أيضًا من الطرق اللي جربتها كتابة الفوائد في أول الكتاب أو في آخره، فأحيانًا تكون في أول الكتاب صفحات فارغة وكذلك في آخر الكتاب أو على وجه الغلاف فيمكن أن تستغل هذه الصفحات بأن تكتب فيها الفوائد طبعًا برقم الصفحة وهذا الأمر ينطبق على كل الطرق اللي ذكرناها حتى الآن.
لا بد ان تكتب قبلها رقم الصفحة بحيث لو شئت إن ترجع لها ، وهذي نقطة جدًا مهمة فليس مهم ان تكتب الفائدة الكاملة من أولها إلى آخرها فالتدوين شيء والملخص شيء آخر، في الملخص أنت تكتب الفكرة كاملة فلا يصح ان تكتب نصف اقتباس أو نصف فكرة أو نصف جملة.
لكن في تدوين الفوائد أنت تحتاج فقط لرؤوس الأفكار أو الاقتباسات ، فمثلًا تكتب رقم الصفحة وبداية الاقتباس أو الفكرة فقط بحيث لو رجعت لها بمجرد ما تقرأ بداية هذا الاقتباس تعرف موضعها في أي صفحة فتذهب للصفحة حتى تقرأها كاملة وبذلك لا يأخذ التدوين منك وقت طويل ويستهلك من وقت قراءتك.
أكبر ميزة لهذه الطريقة إنها لن تضيع إلا لو ضاع الكتاب كله لأنها موجودة في الكتاب ، وسلبيتها أيضًا ستستغرق من وقتك لأنك ستضطر للكتابة حتى لو كانت مجرد رؤوس أفكار، وكذلك أحيانا ما تكون الصفحات الفارغة كافية في اول الكتاب أو في آخره فتواجه مشكلة وتضطر إلى أوراق خارجية.
استخدام الأقلام
طريقة أخرى في التدوين باستخدام الأقلام سواء أقلام رصاص أو حبر أو الهايلايتر يمكن وأنت تقرأ الكتاب أي معلومة أعجبتك فقط تضع تحتها خط أو تشير عليها بأي علامة أو تضع عليها الهايلايتر. ميزة هذه الطريقة السرعة فلن تحتاج أوراق او دفاتر ولا تحتاج تكتب أي شيء ولن تأخذ من وقت قراءتك.
كل ما ستفعله أنك ستشير على الفائدة ولما ترغب في العودة لفائدة تذكر أنك قرأتها وأشرت عليها في كتاب محدد ستمر على صفحات الكتاب بشكل سريع وتقف عند المواضع المشار عليها، سلبيتها إنك لو رجعت للكتاب ستضطر تمر على جميع صفحات الكتاب لكن لا أظن أنها سلبية كبيرة.
لأنك سوف تمر عليها بشكل سريع وفقط تقف عندما تجد إشارة أو كلمة أو عبارة تحتها خط ، سلبية أخرى وهذه لمثلي يواجهون أو يشعرون بحرمة تجاه الكتب الورقية فما يكتبون عليها أتمنى إني أتخلص من هذه الحساسية ، لذلك أحيانًا إذا إضطررت أن أستخدم القلم الرصاص.
لكنها طريقة جيدة وميزتها مرة ثانية لن تحتاج وقت ولن تحتاج لأي أدوات باستثناء القلم وهو متوفر دائمًا معنا أو حولنا ، وبالنسبة للكتب الالكترونية أنا أستخدم أيضًا هذه الطريقة لأني ما أشعر تجاه الكتب الالكترونية بنفس حرمة الكتب الورقية لذلك آخذ راحتي في الكتابة والتحديد.
فمثلًا أنا أستعمل تطبيق الـ ibooks على الآيفون وأستخدم الهايلايتر الموجود في نفس التطبيق لتحديد الفوائد وأنوع في الألوان الفائدة باللون الأزرق ، القصة باللون الأخضر، العبارات الشاعرية باللون الأحمر، وأي صفحة حددت عليها أي نص أعلّم عليها بالعلامة المرجعية.
هذي وميزة الـ ibooks إنك تقدر بعدها تتصفح فقط الصفحات اللي أشرت عليها بالعلامة المرجعية أتوقع هذا اسمها ثم من بعيد تشوف ألوان الهايلايتر فتقدر حسب موضوع الفائدة اللي تبحث عنها تذهب للصفحة، فمثلًا لو كنت أبحث عن قصة في الكتاب سوف ابحث عن الصفحة الموجود فيها هايلايتر باللون الأخضر وسوف أجد هنا قصة وهكذا.
العلامات الورقية
الطريقة الأخرى في التدوين ولم اجعلها الأخيرة لأنها الأفضل لكن لأنها آخر طريقة جربتها واستقريت عليها وهي طريقة التدوين باستخدام النوتس ماركر أو العلامات الورقية، ولقد ناسبتني هذه الطريقة لعدة اسباب أولها لأنها لم تأخذ من وقت قراءتي فبمجرد ما أجد الفائدة فقط ألصق النوتس ماركر على الصفحة وأكمّل فهي مثل التدوين بالأقلام ما تأخذ من وقتي وما أضطر إني أكتب.
ثانيًا لأنها موجودة في الكتاب فكل كتاب موجودة فيه النوتس ماركر وما أحتاج لدفتر وأوراق خارجية ، ثالثًا إنك لا تضطر معها ان تتصفح كل الكتاب فقط تفتح الصفحات الموجودة عليها هذه العلامات ،وسأشرح لكم طريقتي الشخصية في استخدام هذه العلامات لأن هذه العلامات يمكن كل شخص يستخدمها بطريقة مختلفة.
طريقتي في التدوين
بالنسبة لي أقوم بتخصيص كل لون لثيمة معينة، مثلًا اللون الأزرق للفوائد، اللون البرتقالي للمواضع التي يراودني تجاهها إشكال أو سؤال أو مواضع أفكر لما أنتهي من الكتاب أناقشها مع بعض أصدقائي القراء ، اللون الأخضر للقصص والأبيات الشعرية ، اللون الفسفوري للمواضع اللي تحمل أفكار أو فوائد في المجالات والمواضيع الهامة لي وأبحث عنها.
مثلًا من المواضيع التي اهتم بها مسألة الإرادة والاختيار فأي موضع أمر فيه يحمل فكرة متعلقة بموضوع الإرادة والاختيار أشير له باللون الفسفوري ، واللون الوردي للعبارات البليغة أو اللي تحمل صورة شاعرية أو التي تدور حول الحب وهكذا.
فأنا لو مثلًا أريد ان أرجع لفكرة أتذكر إني قرأتها مثلًا في كتاب ما حول الإرادة ما أحتاج أتصفح كل صفحات الكتاب فقط أذهب للصفحات المشار عليها باللون الفسفوري حتى أجدها.
حتى طريقة وضعي للعلامات ليست عشوائية فعندما تكون الفائدة موقعها في أول الصفحة أضعها على يمين الصفحة في وسط الصفحة، أضعها في الوسط في آخر الصفحة أضعها على يسار الصفحة بحيث لما أرجع لهذه الصفحة أعرف هل هي في الأعلى ام في المنتصف ام موجودة في الأسفل.
كذلك ارتفاعها أيضا ليس عشوائي فارتفاعها حسب أهميتها، بمعنى ان المواضع اللي تحمل فكرة مهمة جدًا بالنسبة لي يكون ارتفاعها أعلى من غيرها فلما أتذكر إن هناك فكرة أو اقتباس مهم جدًا أشرت له في كتاب ما الاحظ اين العلامات المرتفعة جدًا وتحمل لون معين حسب الموضوع الذي أبحث عنه وأجدها مباشرة.
طبعًا كل شخص يمكن أن يقسم الألوان بطريقة مختلفة ممكن ما تحتاج للخمسة ألوان كلها تحتاج إلى لون أو لونين فقط ممكن تحتاج أكثر من خمسة ألوان فتضطر إلى نوتس ماركر بألوان أكثر لكن أغلب النوتس ماركر بخمسة ألوان، وعيوب هذه الطريقة انك ستضطر ان تشتريها وقد يكون هذا مكلف بعض الشيء.